ما هي قصة «الدبور القاتل».. وهل هو كارثة جديدة في 2020؟
مازالت الأزمات تتوالى مع دخول عام 2020، الذي لم يتوقع أحد من المنجمين أو الفلكيين -الذين يظهرون كل بداية عام على القنوات التلفزونية للتبشير بما سيحدث- أن يكون هكذا، فمن الحرب العالمية الثالثة التي كانت على وشك أن تندلع بين الولايات المتحدة الأميركية وغريمتها إيران، إلى فيروس كورونا الذي تسبب في آثار اقتصادية ونفسية لم يرها العالم من قبل، إلى ظهور نوع جديد من الدبابير العملاقة وانتشار مقاطع فيديو تدعي أنها قتلت عشرات الأشخاص. هذه الدبابير العملاقة التي يصل طولها إلى أكثر من 5 سنتمترات، يمكنها ببساطة قطع رأس النحل وتدمير مستعمرة كاملة لإنتاج العسل في وقت قصير، بدأت تنتشر أخبار عن ظهورها في الولايات المتحدة الأميركية وتحديداً في مناطق بالعاصمة واشنطن.
الدبابير العملاقة أصلها آسيوي وتعيش في أجزاء من الصين وكوريا واليابان، لكن ظهورها في الولايات المتحدة تسبب في ذعر وقلق لدى الكثيرين، تعتبر من أكبر الحشرات في العالم، وتتميز بسن أسود مميز يستخدم في قطع رأس النحل، أو اللدغ، ويكون في العادة مليئاً بالسم الذي يمكن أن يقتل شخصًا -لكن في حالات معينة فقط-، وفق ما كشفت عنه صحيفة «بزنس إنسايدر» . ذعر وخوف ويقول علماء الحشرات أن الذعر حول احتمال غزو هذه الدبابير العملاقة لأمريكا الشمالية، ليس في محله. وكان، دوغ يانيغا، وهو أحد كبار العلماء في متحف أبحاث علم الحشرات في جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد، جزءًا من فريق استشاري اتجه إلى مدينة نانايمو في جزيرة فانكوفر، وهو موقع تم فيه رصد أول عش من الدبابير في أمريكا الشمالية، وتم تكليف السلطات بالقضاء على العش لمنع الدبابير من تأسيس موطنا لها في المنطقة. بعد ثلاثة أشهر، أبلغ أحد المقيمين في بلين، واشنطن، حوالي 50 ميلاً من نانايمو، عن مشاهدة دبابير، وقال يانيغا إن «أحد الدبابير التي رصدت مات، بينما طار الآخر إلى غابة مجاورة». وقالت آن ليبرون، مديرة السياسة الوطنية لبرامج آفات النحل والملقحات في دائرة فحص صحة الحيوان والنبات التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية، إن «الوزارة أكدت تحديدًا لعينة دبابير عملاقة آسيوية وتعمل مع وزارة الزراعة بواشنطن من أجل تحديد مدى انتشار هذه الآفة».
قامت إدارة واشنطن بتحليل الدبور الميت ووجدت أنه لم يكن تطابقًا جينيًا للعش الذي تم القضاء عليه في نانايمو، مما يشير إلى وجود عش آخر داخل دائرة نصف قطرها 50 ميلاً. لم يتم العثور على الدبابير الثانية ولا عشها، مما دفع السلطات المحلية إلى مطالبة السكان بإبقاء عيونهم مفتوحة في حال تم مشاهدة دبابير أخرى. تهويل ومبالغة ويشرح العالم، دوغ يانيغا، أن «وجود هذه الدبابير ليس تهديداً وجودياً للبشرية أو للولايات المتحدة أو لصناعة نحل العسل لدينا،
حتى لو نجحت هذه الدبابير في تأسيس موطئ قدم لهم هنا، فإن حجم التهديد مبالغ فيه إلى حد كبير». بدوره يقول، جيمس كاربنتر، عالم الحشرات في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، إن «التقارير عن قتل الدبابير عشرات الأشخاص في السنوات الأخيرة كانت مجرد هراء». وأضاف: «إن الهستيريا الإعلامية مبالغ فيها جداً.. الدبابير هي مصدر قلق، لكنها مصدر قلق لصناعة تربية النحل»، متابعاً: «إذا لم تزعج عشهم، فمن غير المحتمل أن يزعجوك الأمر فقط أن حجمهم كبير وهذا ما يجعل الناس تخاف منهم». وقال العديد من الخبراء إن الدبابير العملاقة الآسيوية ربما وصلت إلى أمريكا الشمالية عن طريق الشحن. وقال يانيغا «ربما كانت هناك، على سبيل المثال، حاوية شحن وصلت إلى الميناء هناك في فانكوفر في وقت ما من العام الماضي، وكان على متنها عدة أفراد من هذا الدبابير، وغادرت حاوية الشحن وتفرقت».
طعام شهي!
هذه ويقول الخبير، Ben Dooley، في مقال له عبر «نيويورك تايمز» أنه قبل وقت طويل من ترويع الدبابير العملاقة الآسيوية لنحل العسل في ولاية واشنطن، شكلت هذه الحشرات الشرسة أحيانًا تهديدًا للمتنزهين والمزارعين في جبال الريف الياباني.
الدبور القاتل يعتبر وجبة شهية في ريف اليابان ولكن في منطقة تشوبو الوسطى في اليابان، هذه الحشرات ينظر إليها على أنها وجبة خفيفة ممتعة، حيث يعتبر الدبور القاتل العملاق، إلى جانب أنواع أخرى من الدبابير، طعامًا تقليديًا شهيًا في هذا الجزء من البلاد. ويتم طبخ هذه الحشرات على البخار مع الأرز أو تقلى في الزيت، بل إن أشخاصاً آخرين في اليابان يستخدمون هذه الحشرات لإضافة نكهة إلى مشروباتهم.