المعلم حديث التأهل
المقدمة (Introduction):
إن البهجة التي شعرت بها عندما تأهلت كمعلم ، وحصلت على مؤهلك العلمي ، وما رافق مهمتك الأولى من إدراكك أنك “ستمارس التعليم الآن فعليا” ، والبدء في حياة مدرسية جديدة يمكن أن يخلق كل هذا خليطاً أو مزيجاً من الدهشة والرغبة والرهبة.
ويقول معلم حديث التأهيل: “لم أتصور أبداً أن هناك الكثير مما سأقوم به وأتعلم عنه لقد أدركت وللمرة الأولى أن الحياة كطالب معلم كانت سهلة: وأن الأيام كانت تمر بسرعة ، وأن الأعمال كانت منتظمة ، كما نظمت الكتب والمواد. لقد اعتدت على ذلك بسرعة لأن معلمي الفصول رتبوا جميع الأساسيات قبل أن أصل. أما بالنسبة لك كمعلم حديث التأهيل (NQT) فعليك البدء من نقطة الصفر. حيث يبدو أن كل إنسان يعرف ما يفعله. وأن هناك الجديد والكثير الذي ينبغي تعلمه، والقيام به لكن الوقت قليل ، لقد وجدت ذلك مرهقاً
لقد كنت محاطاً بشبكة مركبة من الدعم والتأييد حتى كنت طالباً معلما: أساتذتك في الكلية ، وموجهيك ، وأعضاء الهيئة الآخرين في المدرسة وزملائك من الطلاب المعلمين، كل هؤلاء كانوا يتمنون لكل النجاح ، وأنت أصبحت معلماً حديث التأهيل (NQT)، فإنك تحظي بالدعم أيضاً ، فقد يزودك موجهك ، والزملاء في الأقسام وزملاؤك من المعلمين حديثي التأهيل بشبكة قيمة من الدعم لك فيما إذا كنت محظوظاً.
على أية حال ، فإن كل زملائك الجدد – فضلاً عن التلاميذ – يحملون نحوك مجموعة من التوقعات ، أولها وأكثرها أهمية هو أنك تستطيع أن تدرس ، وأن تضبط الفصول ، وأن تتصرف بطريقة مهنية ، وأن تحتل مكانة كاملة في الحياة المدرسية.
ويتوقع مديرو المدارس من المعلمين الجدد أن يدرسوا موضوعاتهم التخصصية خلال الخطة الزمنية المحددة.. لقد توقعوا معلماً متحمساً ذا شخصية قوية ، وقادراً على تحمل المسئولية في الفصل وقادراً – كذلك – على التعلم والاستفادة من التجربة.
إن الزملاء يقدرون ، فعلاً ، أنك معلم حديث التأهيل (NQT) ، ولكنهم – رغم ذلك – يتوقعون منك منظوراً جديداً لمناقشات القسم والمدرسة حول عمليات التربية وممارساتها.
“إن المدارس ترحب بالأفكار والأساليب الجديدة التي يعرضها المعلمون الجدد، والتي تمكن هذه المدارس من أن ترسم على أساسها المعرفة والتدريب الحديثين”.
ومع ذلك ، يجب أن تتجنب طرح أرائك بحدة وأن تتجنب الخطأ فيما يتعلق بمدى حرية التصرف في أيامك الأولى وخصوصاً عندما لا تتفق مع أسلوب أو مدخل أحد الزملاء .وبالتالي ، فإنك كمعلم حديث التأهيل (NQT)، عليك مسئولية مشتركة نحو زملائك وتلاميذك.
من المتوقع منك أن تدرك بسرعة المصطلحات الغريبة المتعلقة بالموضوع ، بالإضافة إلى ما يتعلق بالاختبارات ، والأنظمة البسيطة ، لكل من المدرسة والسياق التعليمي الأكبر ، قد تكون المصطلحات محيرة ، هل “التظليل” هو نفسه “الظل”؟ ما هو تركيب الظل؟. من المحتمل أن العديد من المفردات أو المصطلحات المستخدمة في وصف جوانب الحياة اليومية في تجربتك المدرسية تختلف في مدرستك الجديدة. وليس مدهشاً في أيامك الأولى بالمدرسة أن تشعر بالقلق والاضطراب ، لأنه ولأول مرة ، تتحمل أنت المسئولية الكاملة للتخطيط والتدريس لفصولك.
إن الهدف من هذا الجزء إذن ، هو إعدادك لأيامك الأولى في المدرسة ومساعدتك ، قدر الإمكان ، في الاستقرار في مدرستك الجديدة بصفة خاصة كمعلم حديث التأهيل (NQT).
الأهداف (Objectives)
عند نهاية هذا الجزء يجب أن تكون قد:
– طورت فهماً للآليات ( ميكانيزمات) التي تمكنك من الإعداد لمهمتك الجديدة.
– طورت فهماً حول أهمية بناء الروتينيات والعلاقات مع التلاميذ وأعضاء هيئة التدريس (Staff).
– طورت فهما حول الفروق بين الطالب المعلم والمعلم حديث التأهيل.
الإعداد لوظيفتك الجديدة (Preparing for your New job) :
” بعض المدارس تكون غير مدركة تماماً لجوانب القوة والضعف لدى المعلمين الجدد في نهاية تدريبهم (OFSTED, 1993b, P.6).
في الوقت الذي تصل فيه مدرستك الجديدة تكون قضيت وقتاً كافياً في الغرفة الصفية لتدرك أنه لكي تتقدم في التدريس فإنك تحتاج إلى الجمع بين الخبرة والفكرة والخلفية ، وهي عملية في حاجة للدعم ، ويقترح (Berliner,1994) أربع مراحل لتطور المعلم: مبتدئ ، مبتدئ متقدم ، كفء ، خبير. ومع أنه يفترض أن هذه المراحل متسلسلة بشكل مرن ، فإن كل المعلمين لا يعملون على أساس خطي (خط واحد)، فمن الواضح أن المعلم حديث التأهيل NQT)) ، لديه حاجات واهتمامات تخص مرحلته التطورية.
ويعرض (Calerhead) صورة مفيدة للمرحلة المبكرة في مهنة المعلم: “إنها فترة انتقالية عندما تدمج معرفة المبتدئ وخبرته المكتسبة في مضمون الحياة الحقيقية. يصبح المبتدئ حينئذ فرداً في مجتمع الثقافة المهنية بأغراض وأهداف خاصة ، وقيم مشتركة ومعايير سلوكية. إنها فترة تعلم هامة حيث تنمو المعارف والمهارات المهنية بسرعة” . Calderhead, 1992, P.6)).
وليس بالضرورة أن يكون هذا التطور أو النمو السريع خطياً ، كما أنه لا يتوقع منه أن يتطور سريعاً في المجالات غير المترابطة للمعلم ويعمل حثيثاً ولا يتجرد منها لكي يطور ممارسته.
ويعتقد كل من (Furlong and Maynard, 1995) أن هذا التطور في المراحل المبكرة يحتمل أن يكون “جزئياً وغريباً”.، كتطور الصورة في أحد الرسومات حيث فكرة السباحة تتحول إلى رأي أو منظر: ضوء هنا ، منظر طبيعي هنا ، ظل وتفصيل للظل ، والآن عرض لملامح وجه..، وحتى تظهر الصورة كاملة، فإن تطور ممارستك هي تركيب للخبرات. كيف إذن يمكن إعدادك جيداً لهذه الفترة من الانتقال السريع؟.
بين التعيين والقيام بالمهمة:
: (Between appointment and taking up your post)
يجب أن تكون – من قبل – مدركاً لحقيقة أن نجاح التدريس والتعلم يرتكزان على الإعداد والتخطيط الشامل. إن المهارات المنظمة التي تطورها في تخطيط وإعدادك لفصلك يجب أن تمكنك من الانتقال إلى مهمتك الجديدة بفعالية وهدوء.
من المحتمل أن مقررك الدراسي سينتهي عند بداية شهر مايو ، ويعطيك الفرصة لعمل زيارة واحدة على الأقل إلى مدرستك قبل نهاية فصل الصيف، بالفعل ، عندما تسمح الموارد المالية ، تأخذ بعض المدارس معلمين حديثي التأهيل (NOT) في آخر شهر من الفصل على أساس التعليم الإضافي ، لإعطائهم الفرصة للاندماج بمحيطاتهم الجديدة قبل البدء في العام الدراسي الجديد. وسواء كان هذا وضعك أم لا ، فإنه يجب أن تقضي على الأقل يوماً واحداً في المدرسة قبل نهاية فصل الصيف ، بهذه الطريقة يجب أن تكون قادراً على جمع الكثير من المعلومات الضرورية لتعد نفسك في الصيف.
تجميع المعلومات (Gathering Information) :
بعد أن تحصل على قائمة الأسئلة الخاصة بمهمتك ومدرستك الجديدة ، قد تحتاج أن تأخذ بعين الاعتبار ضرورة الحصول على معلومات ووثائق تتعلق بما يلي:
– التلاميذ، الصفوف التي تدرس لها ، من درسهم السنة الماضية… الخ.
– توفر الأدوات والإدارة والوسائل ، الموارد والتجهيزات والرسومات والتسهيلات التوجيهية للهيئة التدريسية والهيئة المساندة.
– المفاتيح ، المختبرات ، مساحة عملك ، موقف السيارة.
– تنظيم اليوم المدرسي ، التسجيل والمهام الإرشادية ، مجموعات التدريس ، مهام الهيئة التدريسية في الفسحة وأثناء الغذاء وبعد انتهاء الدراسة.
– جدولك الزمني ، دفتر الدرجات ، الروتينيات وحجرات التدريس,
– المدرسة ، والسياسات الإدارية في : المنهج – الخطط ، مخططات العمل ، الواجبات المنزلية ، التقييم وحفظ السجلات ، الفرص المتكافئة ، الحاجات التعليمية الخاصة ، الأعمال البسيطة ، النظام ، والزملاء.. إلخ.
– النشاطات المنهجية اللاصفية (extra).
– التنظيم الإداري للمدرسة ، الموظفون الأساسيون ، مديرك المباشر والدعم الذي تتوقعه ، موجهك (mentor) ، أسماء زملائك في القسم وأسماء آخرين في نفس مجموعتك السنوية ، وممثلي الجماعة أو الإتحاد (النقابة).
– النشرة المدرسية ، دليل الهيئة التدريسية ، دليل الإشراف وسياساته ، دعم المنهج، التطوير المهني ، دعم المعلمين حديثي التأهيل (NQTs) … إلخ.
– الهيئة غير التدريسية ، دعم الكتاب ، فني العلوم ، موظفي المكتبة والرسومات ، مع افتراض أنه سيتوفر لديك الوقت والطاقة لذلك.
– تفاصيل عن النشاطات الاجتماعية للهيئة التدريسية.
المهمة 8-1 : تجميع المعلومات عن مدرستك الجديدة :
: (Gathering Information about your New School)
الزيارة (The Visit) :
يجب أن تحضر نفسك للزيارة وذلك بتجهيز قائمة بالأشياء التي ترغب في معرفتها عن المدرسة وتدريسك المستقبلي. فكر في جميع الأسئلة التي ترغب في طرحها. ولا تتردد في السؤال عن الأشياء التي تعتبرها بسيطة ، على سبيل المثال : ” كيف أحصل على الطباشير ومساحة السبورة؟ ” ، ” كيف تم ترقيم الغرف ؟ ” ، ” هل هناك خطة أو خريطة للمدرسة ؟ ” ، ” هل يستخدم جميع المعلمين نفس الروتين في بداية الدروس؟ وما هو هذا الروتين ؟ ” ، إن هذه النقاط التي تبدو بسيطة يهملها أغلب الزملاء من ذوي الخبرة ، ولكنها قد تحدد بشكل كبير نوعية حياتك خلال الشهر الأول في المدرسة.
إذا عرفت النظام الذي ستعمل به فإن احتمال تقبلك ” كمعلم مناسب ” سيزداد بسرعة. سجل هذه الأسئلة في حقيبة تطويرك المهني للرجوع إليها مستقبلاً.
مقابلة موجهك Meeting your Mentor)) :
تمشياً مع جمع المعلومات المذكورة سابقاً ، سوف يكون من المفيد جداً أن تمضي بعض الوقت مع موجهك (Mentor) وذلك لتأسيس الشكل المناسب الذي سيتخذه التوجيه ، وكذلك للاتفاق حول نمط التوجيه ونوع وعلاقة العمل التي ترغب في تطويرها ، مثلاً : عشرون دقيقة كل أسبوع لك مع الموجه على إنفراد ، أو أن يجتمع جميع الموجهين مع المعلمين حديثي التأهيل (NQTs) كمجموعة مرة كل أسبوعين. أنظر الفصل العاشر لمعلومات إضافية عن العمل مع موجهك (Mentor).
على أية حال ، إذا لم تحصل على الدعم من موجه معين لك ، فحاول أن تقابل رئيس قسمك أو زميلا أعلى مرتبة منك. فقد تزودك هذه المقابلة بمعلومات أساسية عن أي بيانات أو معايير وإجراءات للتقييم غير الرسمي وتوجهك خلال السنة الأولى في المدرسة ، وكذلك الأمر بالنسبة للتقييم النهائي.
الإعداد النهائي (Final Preparation) :
خلال الأسابيع التي تسبق بداية الفصل الدراسي حاول أن تنظم المعلومات التي جمعتها من زيارتك. حاول أن تكيف نفسك مع الهياكل التنظيمية ، الروتينيات اليومية للمدرسة بوجه عام ، ومع أي سياسات وممارسات تتعلق بالمكافآت والنظام بوجه خاص.
إن المعرفة المكثفة في هذه المجالات وفي مخططات العمل لنصف الفصل الدراسي الأول تساعد في دعم ثقتك بنفسك خاصة في الأيام الأولى.
إن كان لديك قوائم صفية ، فاستخدم دفتر الدرجات ونظمه . قد تبدو الأمور لك ثقيلة خلال الأيام الأولى في المدرسة ، ولذلك فإن السبق في عمل أوراق العمل الروتينية أو الأمور التمهيدية سوف يوفر لك وقتاً ثميناً ، وكذلك إطلاعك على نصوص المقررات الدراسية والقراءات الذاتية ، إن الوقت اللازم للقراءة يكون مرغوباً جداً عندما يبدأ الفصل الدراسي.
تذكر ، أيضاً ، أن المدرسة تفتح أبوابها قبل أسبوع من بداية الفصل الدراسي على الأرجح ، حيث يذهب الزملاء لجمع نتائج الاختبارات وللإعداد للأسبوع التالي. وإن كان ممكناً ، إذهب يوماً لتنظيم فصلك التدريسي ، واجمع الأدوات والمعدات ، جهز أوراق العمل ، والشفافيات والصور والرسومات ، وأبدأ بتحضير دروسك الأولى … إلخ.
من غير الملائم في هذا الكتاب أن يشتمل على العناصر المفتاحية الأخرى في حياتك – السكن ، الترتيبات ، السفر ، الأمور المالية. ولكن من البديهي ، أن من الأفضل ترتيب هذه الأمور قبل بداية الفصل الدراسي للتقليل من احتمالية الضغط في الأسابيع القليلة الأولى.
الشهر الأول في المدرسة (The first Month in School) :
أمضي المعلمون الجدد ، تقريباً ، تسع ساعات أسبوعياً في التخطيط والإعداد للعمل ، وثمان ساعات ونصف في التصحيح ، وساعتين في النشاطات المنهجية اللاصفية ، وحيثما كان ممكناً ، ساعة حول التعليم أثناء الخدمة. (OFSTED , 1993b, P .15).
ويزود تقرير وزارة التعليم العالي (HM1) المعلم الجديد في المدرسة ، بمنظور مفيد في الحياة العملية للمعلمين حديثي التأهيل (NQTs) في السنة الأولى لتعيينهم. ومع أن النماذج الموجودة في هذا التقرير (HM1) لا يوجد بينها تباين وفروق كبيرة ، إلا أنه من الواضح أنك ستقضي ، في المتوسط ، حوالي خمسين ساعة أسبوعياً في الإعداد والتحضير ، والتدريس والتصحيح. وهذا التزام زمني أساسي. حافظ على التصحيح والأعمال الإدارية خلال الشهر الأول في جميع الأوقات. إن هناك أشياء قليلة تثبط الهمة أكثر من الأكوام المتزايدة من الكتب غير المصححة والقوائم المتزايدة من الأمور التي يجب عملها.
وبالتالي فإنك تحتاج إلى تصنيف المهام حسب الأولويات ، وأن تضع جدولاً للتصحيح يمكن إنجازه بالوقت المحدد. لا تحاول تصحيح كل شيء ، ضع خطة للتصحيح والتحضير. والتزم بها. إن الإدارة الناجحة للوقت هي حجز الزاوية للتدريس الناجح. وبالإضافة إلى ضرورة مسايرة العمليات والممارسات التدريسية اليومية في المدرسة فإنه ينبغي أن تتاقلم مع روح النظام في مدرستك الجديدة ، وأن تبدأ في تطوير هويتك المهنية الخاصة (Calderhead , 1992)، ويوضح تقرير وزارة التعليم العالي (HM1) أنه في بعض الحالات أثرت طبيعة بيئة العمل على أداء بعض المعلمين حديثي التأهيل (NQts) وبصفة خاصة كانت تختلف هذه البيئة بوضوح عن المدارس التي قاموا فيها بتجربتهم المدرسية في برنامج إعداد المعلم قبل الخدمة. قد تتعرض – كمعلم حديث التأهيل (NQT) – إلى صدمة ثقافية في الشهر الأول ، وقد سبق تعرض بعض المعلمين حديثي التأهيل لمثل هذه الصدمة.
وتقول المعلمة حديثة التأهيل (NQT) : حيث أنني كنت الوحيدة في صفوفي التي لم أكن أعرف معظمها ، وكنت بالتالي أجدها صعبة ، كنت نادراً ما أجد وقتاً للفسحة في غرفة الهيئة التدريسية ، وحتى عندما كان يسألني أحدهم: “كيف تسير الأمور؟ كنت أكذب ، قائلة ، “حسناً”.
وكما في تطويرك لاستراتيجيات إدارة الوقت الناجحة ، فإن بناء العلاقات الجيدة مع التلاميذ هي مفتاح النجاح في الأيام الأولى فضلاً عن العلاقات الجيدة مع زملاء القسم والهيئة التدريسية ومع موجهك (Mentor) بالإضافة لذلك ، فإن تأسيس روتين أو خط عمل فعال لك ولتلاميذك لتعزيز السلوك الإيجابي يمكنك ، بسرعة ، من أن تصبح عضواً أكثر فعالية ، ويقلل من احتمالية حدوث ما اصطلح على تسميته “صدمة الانتقال من الطالب المعلم إلى المعلم حديث التأهيل”.
بناء العلاقات مع التلاميذ (Building relationships with pupils):
ناقشنا حتى الآن بعض القيود والضغوط التي تواجهك كمعلم حديث التأهيل (NQT) ، هناك بالطبع ، أعباء إضافية ألقيت على عاتقك – كمعلم حديث التأهيل (NQ) – في المدرسة الجديدة وأصبحت تتحملها الآن على أرض الواقع . أن العلاقة مع الزملاء هي علاقة مساواة ، إن لم تكن بالخبرة فهي بالمكانة. إذ لم تعد “ضيفاً” على المدرسة ، ولكنك الآن أصبحت معلماً مؤهلاً وعلى وشك البدء بمهام المهنة الطويلة لتطوير ذاتك.
لقد انتهى قيد الزمن الاصطناعي للخبرة المدرسية ، فالتلاميذ الآن معك وليس فقط لمدة ثمانية أو عشر أسابيع ، بل على مدى الفصل الدراسي ، والعام الدراسي ، وعلى مدى المرحلة في مادتك. قد تكون مسؤولية ثقيلة عندما تلاحظ أن معظم ما يحصل عليه التلاميذ خلال دراستهم في مادتك أدنى من جودة تدريسك وأدنى من الفرص التعليمية التي توفرها داخل الغرفة الصفية. حيث لا تعود للتفكير بالدروس ، والوحدات أو مخططات العمل ، كما هو الوضع غالباً في التجربة المدرسية المحدودة خلال برنامج إعداد المعلم قبل الخدمة ، ولكنك ترى الأمور على المدى الطويل ، يمكنك تطوير منظور أوسع مدركاً أنه بإمكانك مراجعة مفاهيم أو مجالات المعرفة ، أنت قادر على تطوير فهم أشمل لقدرات ، وحاجات ، واهتمامات تلاميذك.
وبالتالي ، فإنه من الأفضل استثمار الوقت في بناء علاقات عمل إيجابية مع تلاميذك لأن كلا منكم سيحصد الفوائد ، ويمكنك معرفة أسماء الطلاب بالسرعة التي تمكنك من تطوير علاقات فعالة مع تلاميذك وتمكنك أيضاً من إدارة صفوفك بفعالية.
من السهل جداً عليك أن تعرف أسماء التلاميذ المنحرفين ، وأسماء واحد أو أثنين من التلاميذ من ذوي القدرة العالية ، ولكن يجب عليك أن تبذل جهداً إيجابياً في معرفة أسماء جميع تلاميذك وأن تنظم طريقة للقيام بذلك.
المهمة (8-2) صفوف جديدة ، أسماء جديدة:
(New Classes, New Names)
قد يكون لديك إستراتيجياتك الخاصة في تذكر أسماء التلاميذ ، ووضع خطط لجلوسهم ، فهذا قد يساعدك في معرفة الأسماء وهي وسيلة هادفة لتأسيس نظام معين.
كما أن تسليم الكتب بنفسك تعتبر إستراتيجية أخرى ، وتزود بعض المدارس المعلمين بصور صغيرة للتلاميذ.
عندما تسجل صفوفك الجديدة ، أو توزع الكتب والأدوات ، ابذل جهداً في ربط الاسم إلى عنصر عضوي للتلميذ لتعزز ذاكرتك. وبالطبع ، فهذا يكون ربطاً خاصاً وسرياً للاسم ويجب أن لا يشترك مع ربط آخر ، وعند تصحيح مجموعة من كتب التمارين ، حاول أن تستحضر في ذهنك صورة التلميذ إذ تمكنك هذه الإستراتيجية من معرفة أسماء جميع التلاميذ بسرعة.
ومن المهم أن يكون لديك معرفة ملموسة لقدرات تلاميذك واتجاهاتهم ، وبدون شك ، فإن لديك فضولاً لمعرفة التلاميذ كأطفال ، أحوالهم ، شخصياتهم ، طموحاتهم. وكذلك ، فهم فضوليون بشأنك كمعلم جديد في المدرسة ، كيف تبدو ؟ هل يمكنهم تقبل مزاحك؟ هل شخصيتك حازمة ؟ هل تستطيع ضبط الصف؟ . في لقاءاتك الأولى مع صفوفك الجديدة أنت تطور ذاتك المهنية وطرق العمل معاً . وتذكر ، أن هذه اللقاءات المبكرة تقرر إلى مدى بعيد نوعية الصفي للسنة القادمة.
تأسيس خطة العمل (الروتينيات) والسلوك:
(Establishing routines and behavior)
“وجد أن السنة الأولى في التدريس تمتاز بتحول في الاتجاهات من كونها تتركز على مساعدة الأطفال ، إلى التركيز على سلوك الأطفال.. وأحياناً إلى المدى الذي تصبح فيه الإدارة غاية في حد ذاتها ” (Calderhead, 1992 PP. 8-9). ومن المهم أن تحتفظ بمواقفك واتجاهاتك حول أغراض وممارسات التعليم في الأيام والأسابيع الأولى من تدريسك . بمعنى آخر ، أن تتذكر فلسفتك الخاصة في التدريس والتعلم.
ومن السهل ملاحظة كيفية استخدام بعض المعلمين حديثي التأهيل (NQTs) لنظام صارم كوسيلة لضبط الصف. وحين يواجهون بصفوف يجهلون تلاميذها ، ويجهلون قدراتهم في مدرسة لا يعرفون عنها الكثير ، وربما في حي لا يعرفونه ، قد يصبح ضبط الصف غاية في حد ذاته ، على سبيل المثال ، سوف تركز الحصص على التمارين التي تشغل التلاميذ ، لا تلك التي تشكل تحدياً لهم ، وبالتالي سيكون أحياناً من السهل الرجوع إلى ما يسمى تكنيكات البقاء أكثر من تطوير مواقف تعلمية تتحداهم.
وعلى أية حال ، فمن المشجع للتعليم أن المعلمين حديثي التأهيل (NQTs) الذين فحصوا من قبل وزارة التعليم العالي (HMI) قد طوروا علاقات عمل جيدة مع تلاميذهم وأوجدوا أجواء إيجابية حدث بها التعلم : “من المعالم الملائمة للدروس الجيدة ، الطريقة التي لخص بها المعلم النقاط الرئيسة في التدريس ، جامعاً الخيوط الأساسية ومؤكداً النقاط الأكثر أهمية ” OFSTED,1993, P .21)).
وبشكل أساسي ، فإن مفتاح التدريس الفعال في هذا الشهر الأول في المدرسة هو البناء على الممارسة الجيدة التي طورتها كطالب معلم التي تذكرك أيضاً أنها مفيدة عملياً.
قد يستغرق الأمر الوقت والجهد ، وقد تشعر أن هناك الكثير من الأعباء التي يجب القيام بها في الأيام الأولى ، ولكنك عندما ترجع بذاكرتك إلى شعورك عندما وقفت للمرة الأولى لتتحدث وحيداً في الصف كطالب معلم والنجاحات المتتابعة التي استمتعت بها عندما طورت كفاءتك ، عندها ستعرف ، أنك تمتلك بداخلك القدرات للتدريس وبنجاح وبشروطك الخاصة . إن الثقة بالنفس هي المفتاح عند توليك مهام صفوفك الجديدة، وكذلك أهمية وضع خطط طارئة للعمل في حالة ما إذا كان هذا العمل الذي تحرضه بالاعتماد على معلومات المعلم السابق غير ملائم.
تذكر أيضاً أن معرفة النقاط المفتاحية للتعامل مع التلميذ ، يكون لديك أفضلية وضع البرنامج ، بشكل واضح إن التلاميذ في عمر السابعة متعطشون ليتعلموا خطوط عملك وقوانينك ، ولكن الأمر نفسه قد يكون موجوداً أيضاً لدى التلاميذ الأكبر سناً. وعلى سبيل المثال ، فإن التلاميذ في سن العاشرة في مقرر معين والتلاميذ في سن الثانية عشرة في المستوى الأول ، يواجهون جميعاً – لأول مرة – الخطط والإجراءات ويتطلعون إلى توجيهاتك.
بناء العلاقات والاتصال مع الهيئة التدريسية:
(Building relationships/communicating with staff)
“طور معلمو الثانوية الأكثر نجاحاً صفات شخصية قوية ، كالثقة بالنفس ، وشعور عال بالمسئولية ، والقدرة على التعامل الجيد مع الصغار والكبار ، (OfSTED, 1993, P.22) ربما شهدت ، كطالب معلم ، مناسبة شعرت فيها بأنك هامشي في عمل القسم ، أما كمعلم حديث التأهيل (NQT) فمن المهم أن تتذكر مكانتك كزميل متخصص ذي منظور قيم ، وربما مختلف حول التدريس ، وبالتالي ، يجب أن تعتبر نفسك فعالاً في قلب القسم بنفس الطريقة التي يرى بها زملاؤك أنفسهم ، بالإضافة لذلك ، فإنك ستمضي غالب يومك في غرفة مليئة بالأطفال وتكون أنت البالغ الوحيد فيها، ومن ثم فمن المهم والحيوي جداً لك أن تطور علاقات عمل ناجحة مع جميع زملائك.
وتحتاج كذلك أن تطور دورك المهني ، ليس فقط كصاحب مهنة ، ولكن أيضاً كمتخصص وزميل في موضوع التخصصِ. يجب أن تبدي للعيان الثقة (بالطبع ليس الثقة الزائدة) في معرفتك وقدراتك ، مع امتلاكك لإدراك واقعي لاحتياجاتك ومواطن الضعف في معرفتك وفهمك والتي تكون غالباً نتيجة خبرتك المحدودة في التدريس.
ويقول معلم حديث التأهيل : “لم أدرك أبداً أنني بجانب التدريس قد قضيت قدراً مناسباً من الوقت أتحدث فيه عما سأقوم بتدريسه وكيف سأفعل ذلك. أعتقد أنني أبقيت فمي مغلقاً في اجتماعات القسم خلال الفصل الأول. لقد كان هناك ما يشبه اللغة الغريبة التي يتحدثون بها ، ولم أكن أمتلك الجرأة لأخبرهم أنه ليس لدي ما يدلني عما يتحدثون فيه أحياناً (Capel, Marilyn & Turner, 1997).
إن اجتماعات القسم في صميم عملك وحياتك العملية ، وهي مصدر ممتاز في تطويرك المهني ، وكما أخبر المعلم حديث التأهيل (NQT) سابقاً ، فإن الاجتماعات قد تظهر على أنها مناسبات مثبطة للهمم ، عندما تكون محاطاً باختصاصيين ذوي خبرة وثقة عاليتين ، وقد يجعلك ذلك تدرك قلة ما تعرفه فعلياً عن تدريس موضوعك. على أية حال ، يجب أن تسهم في أعمل قسمك فيما يتجاوز تدريسك الصفي. إن العلاقات الجيدة مع قسمك يعني أيضاً مشاركة الأفكار والموارد.
وننصحك بألا تتشامخ كثيراً ، وتذكر أنه من المحتمل أن تعمل أربعين ساعة أسبوعياً ، لكن العمل مع زميل أكثر خبرة لتطوير خطة عمل ، أو لمناقشة متطلبات منهج جديد لا يرفع فقط من صورتك في القسم ، ولكنه يساعد أيضاً في تطوير معرفتك المهنية. ومن المحتمل أن الزملاء يميلون أكثر لدعم ومشاركة الزميل الذي يسهم نوعاً ما في عمل القسم أكثر من مساعدة شخص صامت وغير متعاون.
الحياة الكاملة بالمدرسة (Whole School Life) :
تزودك نشرة المدرسة بالإضافة إلى كتيب الهيئة التدريسية بفكرة واضحة عن حياة المدرسة الكاملة ، إن دور المعلم ، بالطبع ، أكثر تعقيداً مما قد يتصوره العديد من الناس. فكما أنك معلم لأحد الموضوعات فإنك تكون أيضاً مسئولاً عن مجموعة تلاميذ كمشرف صفي أو مشرف مساعد مع عضو أكثر خبرة في هيئة التدريس ، ولكن إن لم تسند لك مثل هذه المجموعة فاطلب أن تشارك مع أحد المشرفين في أحد المجموعات. وتحقق لك هذه التجربة غرضين: أولهما أنها ستساعدك بسرعة في تطوير فهم الهياكل التطويرية في المدرسة وثانيهما أنها ستسمح لك بتطوير نوع مختلف من العلاقة مع مجموعة من التلاميذ تبدو لهم أنك عضو فعلا في هيئة التدريس.
وقد يكون هناك عدد من الأنشطة المنهجية اللاصفية داخل المدرسة وخارجها مثل: النوادي ، الجمعيات ، الفرق الرياضية ، قريباً ستشعر بأهمية القيام بذلك ، وستبادر بالاشتراك في مثل هذه الأنشطة. ابدأ العمل برفقة زميل ، ليساعدك في تنظيم النشاط وإدارته ، وقد تفعل ذلك بمفردك لاحقاً ، ومرة ثانية فإن مثل هذه الأنشطة تثري علاقاتك مع التلاميذ والزملاء ، كما أن الاشتراك في الإنتاج الموسيقى والمسرحي يمنح نفس الفرص لبناء العلاقات ، وكذا يطلب منك حضور الأمسيات المفتوحة وأمسيات الآباء وأولياء الأمور خلال السنة.
وعلى أية حال ، فإن مثل هذه المناسبات توفر الفرص لتطوير العلاقات مع زملاء القسم وباقي أعضاء الهيئة التدريسية ، ومن الطبيعي أن يرغب أحد أعضاء الهيئة التدريسية في الراحة بعد يوم تدريسي أو أمسية لأولياء الأمور استمرت ساعات طويلة ، بينما قد تشعر أنت بالتعب وترغب في الذهاب للمنزل ، بيد أن قضاء بعض الوقت مع الزملاء مسترخياً في سياق اجتماعي قد يساعدك في معرفة زملائك بشكل أفضل.
وبالمثل ، شارك في الحياة داخل غرفة المدرسين ، حيث يوجد لدى العديد من المدارس لجنة عامة لتنظيم المناسبات الاجتماعية. وقد لا ترغب في أن تكون عضواً في اللجنة في الأيام الأولى ، لكنك قد تشارك في بعض المناسبات ، وقد تحتاج قضاء بعض الوقت خلال الفسح وفترة الغذاء في التحضير والتصحيح ، إلا أن قضاء فسحتك في غرفة المدرسين يكون مفيداً ، فعندما تجتمع مع الزملاء تحصل على صورة أفضل عن كيفية عمل المدرسة ، وعلى سبيل المثال فإنها تمكنك من معرفة المزيد عن طرق تعامل الزملاء مع مشاكل التلاميذ.
وفي نهاية هذا الجزء ، كلمة عن باقي الأعضاء في الهيئة التدريسية ومسئوليتك تجاههم. لا شك بأن دليل الهيئة التدريسية يوضح ما هو مطلوب من جميع المعلمين في المدرسة.
تأكد أنك تدرك جميع هذه التفاصيل ، وأنك لن تحبب الزملاء فيك إن بررت جهلك بالإجراءات والممارسات المهنية.
على سبيل المثال ، فإن معظم المدارس تطلب من المعلمين أن يتصلوا بمكتب إدارة المدرسة في وقت محدد في الصباح إن لم يكونوا قادرين على الحضور للعمل في أي يوم. وفي معظم الحالات ، يطلب من المعلمين أن يضعوا عملاً يغطي الصفوف التي كانوا سيدرسون لها. لكن الإتصال المتأخر بالمدرسة ، أو عدم الإتصال أصلاً ، أو عدم وضع العمل الذي يغطي صفوفهم يسهم في التقليل من تطورك المهني وإمكانيته في عيون أعضاء قسمك أو الإدارة العليا للمدرسة.
الخلاصة (Summary) :
أنت الآن – كمعلم حديث التأهيل (NQT) – في مرحلة من التطوير تؤسس فيها بنجاح الخصائص والمعارف والمهارات المفتاحية الأساسية التي تدعم التدريس. ولديك الحاجات والإهتمامات التي ستشارك فيها مع موجهك والتي ترغب في تطويرها في السنة القادمة.
إن لدى زملائك الجدد وتلاميذك في المدرسة توقعات عديدة منك كمعلم حديث التأهيل (NQT) ويتوجب عليك أن تتصرف بنفس الطريقة المهنية التي يسلكها زملاؤك وأن تفهم القوانين وخطط العمل (الروتينيات) لقسمك ومدرستك بشكل عام، ويتوقعون منك كذلك أن تتحمل المسئولية الكاملة لسلوك وتعلم التلاميذ الذين تدرسهم. كما يتوقعون منك الإسهام الكامل في حياة المدرسة. إن التحضير والتخطيط المكثفين قبل وصولك للمدرسة بالإضافة إلى تطوير خطط عملك (الروتينيات) الواضحة وعلاقات عمل إيجابية مع التلاميذ والهيئة التدريسية سيساعد في انتقالك من طالب معلم إلى معلم حديث التأهيل (NQT). وتذكر أنك ستحتاج لتأسيس معايير خاصة بعلاقة العمل مع موجهك في أيامك الأولى بالمدرسة، وذلك لتسهل تطويرك المهني في السنة القادمة.