التعلم النشط و تأثيره في تكوين شخصية الطالب
تسارع وتيرة التقدم العلمي و التكنولوجي أدى إلى اكتشاف العديد من التحديات الكبرى التي تواجه العملية التعليمية في شكلها التقليدي نظرا لكم التغيرات الهائل في المعارف و المعلوماتية و الذي تطلب بذل المزيد من الجهد في مراجعة شاملة للمنظومة التعليمية ككل لإيجاد مداخل و أساليب تعمل على التطوير و التحديث مثل التعلم النشط و تهدف إلى الخروج من دائرة الروتينية.
ومما لا شك فيه أن ماتم التوصل إليه من حلول قد ركزت و بشكل كبير على المتعلم و أكدت على كونه هو محور اهتمام العملية التعليمية بل ووطدت إمكانية تعلم كل طالب والوصول به إلى مستوى الإتقان إذا توافر له أسلوب التعلم الذي يتناسب وقدراته وذكاءاته وأنماط تعلمه.
ما هو التعلم النشط ؟
يتبين لنا أن عملية الانتقال من التعلم في صورته التقليدية إلى ما يعرف بالتعلم النشط هو فلسفة تربوية تعتمد على ايجابية المتعلم في الموقف التعليمي وتشمل جميع الممارسات التربوية والإجراءات التدريسية التي تهدف إلى تفعيل دور المتعلم وتعظيمه ليتم التعلم من خلال العمل والبحث والتجريب.
بالإضافة إلى اعتماد المتعلم على ذاته في الحصول على المعلومات واكتساب المهارات وتكوين القيم والاتجاهات فهو لا يركز على الحفظ والتلقين وإنما على تنمية التفكير والقدرة على حل المشكلات وعلى العمل الجماعي والتعلم التعاوني ومن هنا فالتركيز في التعلم النشط لا يكون على اكتساب المعلومات وإنما على الطريق والأسلوب الذي يكتسب به الطالب المعلومات والمهارات والقيم التي يكتسبها ثناء حصوله على المعلومات .
فالتعلم النشط هو تعلم قائم على الأنشطة المختلفة التي يمارسها المتعلم والتي ينتج عنها سلوكيات تعتمد على مشاركة المتعلم الفاعلة والايجابية في الموقف التعليمي التعلمي .
أسس التعلم النشط
يرتكز التعلم النشط على عدة أسس من شأنها تحقيق الهدف المرجو منه:
- اشتراك الطلاب في اختيار نظام العمل وقواعده
- اشتراك الطلاب في تحديد أهدافهم التعليمية
- كثرة و تنوع مصادر التعلم
- استخدام استراتيجيات التدريس المتمركزة حول الطالب والتي تتناسب مع قدراته واهتماماته
وأنماط تعلمه والذكاءات التي يتمتع بها :
- الاعتماد على تقويم الطلاب لأنفسهم وزملائهم
- إتاحة التواصل في جميع الاتجاهات بين المتعلمين وبين المعلم
- السماح للطلاب بالإدارة الذاتية إشاعة جو من الطمأنينة والمرح والمتعة أثناء التعلم
- تعلم كل طالب حسب سرعته الذاتية
- مساعدة الطالب على فهم ذاته واكتشاف نواحي القوة والضعف لديه
مميزات التعلم النشط
- يزيد من اندماج الطلاب في العمل ويجعل التعلم متعة وبهجة
- يحفز الطلاب على كثرة الإنتاج وتنوعه
- ينمي العلاقات الاجتماعية بين الطلاب وبعضهم البعض وبين المعلم
- ينمي القدرة على التفكير والبحث
- يعود الطلاب على إتباع قواعد العمل وينمي لديهم اتجاهات وقيم إيجابية
- يساعد في إيجاد تفاعل ايجابي بين الطلاب
- يعزز التنافس الايجابي بين الطلاب
دور المعلم والمتعلم في التعلم النشط
أولا: دور المعلم
تغير دور المعلم في التعلم النشط حيث لم يعد هو الملقن والمصدر الوحيد للمعلومة بل أصبح هو الموجه والمرشد والميسر للتعلم دون السيطرة على الموقف التعليمي كما في النمط التقليدي ولكنه يدير الموقف التعليمي إدارة ذكية ويهيئ طلابه ويساعدهم تدريجيا على القيام بأدوارهم الجديدة واكتساب الصفات والمهارات الحياتية بجانب نقل الخبرات التي يمتلكها المعلم إلى طلابه للنهوض بالأدوار التي يقومون بها كمتعلمين ومن هنا نرى أن التعلم النشط يتطلب من المعلم القيام بالأدوار التالية :
- استخدام العديد من الأنشطة التعليمية والوسائل التعليمية وفقا للموقف التعليمي ووفقا لقدرات الطلاب بما يحقق تنوعا في التكليفات والتعيينات التي يكلف بها الطلاب بحيث تعطي لكل طالب حسب إمكاناته وقدراته مما يؤدي في النهاية إلى وجود بيئة نشطة
- إدراك نواحي قوة الطلاب ونواحي ضعفهم بحيث يوفر لهم الفرص لمزيد من النجاح في الجوانب الصعبة بالنسبة لهم بدرجة أفضل في المجالات التي هم كفأ ومتميزون فيها
- التنويع في طرق التدريس التي يستخدمها في الفصل بحيث تعتمد هذه الطرق على التعلم النشط بدلا من استخدام طريقة المحاضرة لكل الطلاب مما يضمن تعلم كل طالب وفقا لأنماط تعلمه وذكاءاته
- تركيز جهوده على توجيه وإرشاد ومساعدة طلابه على تحقيق أهداف التعلم بدلا من أن يلقنهم فالمعلم يعلم طلابه كيف يفكرون وليس فيما يفكرون
- العمل على زيادة دافعية الطلاب للتعلم
- جعل الطالب مكتشفا ومجربا وفعالا في العملية التعليمية
- وضع الطالب دائما في مواقف يشعر فيها بالتحدي والإثارة لما لذلك من أثر في عملية التعلم وإثارة اهتمامه ودوافعه وحفزه نحو التعلم
- يتعاون مع زملائه من معلمي المواد الدراسية والأنشطة المختلفة على تشجيع التعلم النشط
ثانيا : دور المتعلم
انطلاقا من تركيز التعلم النشط على ايجابية ومشاركة المتعلم وأنه صبح محور العملية التعليمية يمكن تحديد دور المتعلم في الموقف التعليمي النشط بما يلي :
- يتمتع الطالب في الموقف التعليمي النشط بالإيجابية والفاعلية
- يكون الطالب مشاركا في تخطيط وتنفيذ الدروس
- يبحث الطالب عن المعلومة بنفسه من مصادر متعددة
- يشارك في تقييم نفسه ويحدد مدى ما حققه من أهداف
- يمارس الطلاب أنشطة تعليمية متنوعة
- يشترك الطالب مع زملائه في تعاون جماعي
- يبادر الطالب بطرح الأسئلة أو التعليق على ما يقال أو يطرح أ فكار أو آراء جديدة
- يكون له القدرة على المناقشة وإدارة الحوار
استراتيجيات التعلم النشط
- استراتيجية الحوار والمناقشة
يمكن تعريف طريقة المناقشة كأحد استراتيجيات التعلم النشط على أنها حوار منظم يعتمد على تبادل الآراء والأفكار وتبادل الخبرات بين الأفراد داخل قاعة الدرس فهي تهدف إلى تنمية مهارات التفكير لدى المتعلمين من خلال الأدلة التي يقدمها المتعلم لدعم الاستجابات في أثناء المناقشة.
مميزات المناقشة:
- تدعم وتعمق استيعاب المتعلمين للمادة العلمية
- تزيد من فاعلية واشتراك المتعلمين في الموقف التعليمي ومن ثم زيادة ثقتهم بأنفسهم
- تزود المتعلمين بتغذية راجعة فورية عن دائهم
- تتيح للمتعلمين ممارسة مهارات التفكير والاستماع والاتصال الشفهي
- تنمي روح التعاون والتنافس بين المتعلمين وبالتالي تمنع الرتابة والملل
- تتيح الفرصة لاستشارة الأفكار الجديدة والابتكارية
- تساعد المعلم في مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين
- تكسب التعلم عديدا من المهارات مثل :
بناء الأفكار- الشرح والتلخيص – آداب الحوار- احترام رأي الآخرين - تخلق نوعا من التفاعل القومي بين المعلم والمتعلم
- تتيح للمتعلمين فرص التعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم وتبادل الأفكار بالشرح والتعليق
- تفتح قنوات جديدة للاتصال داخل قاعة الدرس
- استراتيجية العصف الذهني و طرح الأفكار
هي خطة تدريسية تعتمد على استثارة أفكار الطلاب وتفاعلهم انطلاقا من خلفيتهم العلمية حيث يعمل كل واحد منهم كعامل محفز لأفكار الآخرين ومنشط لهم في أثناء أعداد الطلاب لقراءة أو مناقشة أوكتابة موضوع ما وذلك في وجود موجه لمسار التفكير وهو المعلم.
أهمية استراتيجية العصف الذهني:
ترجع أهمية استراتيجية العصف الذهني لتطبيق أسلوب التعلم النشط إلى :
- تنمية الحلول الابتكارية للمشكلات حيث تساعد الطلاب على الإبداع والابتكار
- إثارة اهتمام وتفكير الطلاب في الموقف التعليمي وتنمية تأكيد الذات والثقة بالنفس لديهم
- تأكيد المفاهيم الأساسية التي يتناولها الدرس
- تحديد مدى فهم الطلاب للمفاهيم والمبادئ وتحديد استعدادهم للانتقال إلى نقطة أكثر عمقا
- توضيح نقاط واستخلاص أفكار أو تلخيص موضوعات
- استراتيجية حل المشكلات
تتميز استراتيجية حل المشكلات بما يلي :
- توفر الظروف اللازمة لجعل الطالب يكتشف المعلومات بنفسه بدلا من ن يتلقاها جاهزة من كتاب ومن معلم أي أنها تهدف إلى أن يكون المتعلم منتجا للمعرفة لا مستهلكا لها
- تؤكد على أن العمليات هدف للعملية التعليمية بدلا من مجرد المعرفة ومن هذه العمليات الملاحظة – الاستنتاج- الوصف- التصنيف- التنظيم – التحليل – التنبؤ – وغيرها
- تركز على تعليم الطلاب كيف يفكرون وكيف ينظمون أفكارهم ويديرون المناقشة
- تؤكد على الأسئلة المنشطة والمحفزة للتفكير فالتأكيد لا يكون على إيجاد الايجابيات الصحيحة بل على كيفية إيجادها
- تقوى علاقة الألفة والانسجام بين المدرس والطلاب.
- تحقق ذاتية الطالب وتجعله أكثر قدرة على تقبل الخبرات الجديدة والكشف والبحث والنقد ويكون أكثر ابتكارية
- تتلاءم هذه الطريقة مع الحياة إذ أن مواجهة المشكلات ومحاولة إيجاد حلول لها من الخبرات التي يواجهها الفرد في حياته اليومية لذلك فان استخدام هذه الاستراتيجية تعد الفرد للحياة
- تمكن الطلاب من تقويم عملهم وتزويدهم بتغذية راجعة عن أدائهم ومدى تقدمهم نحو الحل
و تتلخص خطوات حل المشكلة في :
- تحديد المشكلة
- جمع البيانات عن المشكلة
- اقتراح حلول للمشكلة
- مناقشة الحلول المقترحة للمشكلة
- التوصل إلى الحل الأمثل للمشكلة (الاستنتاج)
- تطبيق الاستنتاجات والتعميمات في مواقف جديدة
- استراتيجية الاكتشاف
وتعتمد على توصل الطالب بنفسه إلى المعلومة معتمدا على جهده وتفكيره، لذا تعد من أهم الاستراتيجيات التي تنمي التفكير فالمدخل الاستكشافي يركز على مواجهة المتعلم بموقف مشكل يوجد لديه الشعور بالحيرة ويثير عنده عديدا من التساؤلات فيقوم بعملية استقصاء وبحث ليجد الإجابات عنها وينقسم التعلم بالاكتشاف إلى نوعين :
- الاكتشاف الموجه:
حيث يقوم المعلم بتوجيه الطلاب أثناء عملية الاكتشاف وذلك من خلال مجموعة من الأسئلة والإرشادات والتوجيهات التي تقود المتعلمين إلى اكتشاف العلاقة أو القانون أو الموضوع محل الدراسة
- الاكتشاف الحر:
حيث لا يقدم المعلم خلاله أي توجيه بل تترك الحرية كاملة للطالب دون أدنى توجيه ليتعلم من أخطائه بنفسه .
- استراتيجية التعلم التعاوني
التعلم التعاوني هو أسلوب تعلم يتم فيه تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة متجانسة أو متجانسة أي تضم مستويات معرفية مختلفة حيث يتراوح عدد أفراد كل مجموعة ما بين 4-9 أفراد ويتعاون طلاب المجموعة الواحدة في تحقيق هدف أو أهداف مرسومة في إطار اكتساب معرفي أو اجتماعي يعود عليهم جماعة وأفراد بفوائد تعليمية متنوعة أفضل مما يعود عليهم في أثناء تعلمهم الفردي و من أهم مزاياه :
- جعل الطالب محور العملية التعليمية
- توفر فرصا لضمان نجاح المتعلمين وذلك لإتاحة فرصة تبادل الخبرات فيما بينهم
- تتيح للمتعلم التعلم من خلال التحدث والاستماع والشرح والتفسير والتفكير مع الآخرين ومع نفسه
- تتيح للمتعلم فرص إثارة الأسئلة ومناقشة الأفكار وتعلم فن الاستماع والنقد البناء فضلا عن توفير فرص تعلم عمل التلخيص والتقارير
- تنمي المسئولية الفردية والمسئولية الجماعية لدى الطلاب بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للتحلي بروح فريق العمل و التعاون الجماعي
- استراتيجية التعلم الذاتي
استراتيجية تدريسية تتيح لكل متعلم أن يتعلم بدافع من ذاته وانطلاقا من قدراته وميوله واستعداداته وفي الوقت الذي يناسبه ومن ثم يصبح المتعلم مسئولا عن تعلمه وعن مستوى تمكنه من المعارف والاتجاهات والمهارات المقصود تنميتها واكتسابها وكذلك يكون مسئولا عن تقييم إنجازه ذاتيا
أسس التعلم الذاتيمراعاة الفروق الفردية:
- يتيح التعلم الذاتي لكل طالب التقدم في التعلم وفقا لقدراته واستعداداته وإتقانه للمادة التعليمية
- يهدف التعلم الذاتي إلى إتقان المتعلم للمادة التعليمية والوصول بالمتعلم إلى مستوى الإتقان بحيث لا ينتقل المتعلم من وحدة تعليمية إلى أخرى إلا بعد التأكد من اكتسابه الأهداف المعرفية والمهارية المطلوبة لهذه الوحدة
- في ظل أسلوب التعلم الذاتي تلقي مسئولية التعلم على المتعلم حيث يقوم بتعليم نفسه بطريقة ذاتية من خلال التفاعل مع المادة التعليمية والرجوع إلى المصادر المختلفة للحصول على المعلومات وتقويم نفسه بنفسه بطريقة ذاتية
أنتظروني على قناتي لشرح البرنامج